الأولى: الحكومة الحالية لا تتصرف كحكومة مؤقتة / حكومة انتقالية / حكومة تصريف أعمال، وإنما من الواضح أنها تدار من طرف أشخاص يريدون التلاعب والالتفاف على إرادة الشعب.. وهذا الأمر خطير، ويجب عدم السماح به.
لا حق لهذه الحكومة في فرض خيارات لا تحقق مطالب الشعب التي عبر عنها بوضوح منذ الأيام الأولى للثورة.
يجب أن يكون هذا الأمر واضحا، ويجب الإصرر والتذكير به في كل وقت وحين.
الثانية: مؤسسة الجيش متمثلة في شخص رشيد عمار يجب أن تصرّح علنا وبدون تلاعب، من خلال تصريح تلفزيوني، على التزامها باحترام إرادة الشعب وعدم التدخل في الشأن السياسي، وقبول اي نتيجة تؤدي بها صناديق الاقتراع، سواء أدى ذلك غلى فوز النهضة أو العمال الشيوعي أو أي حزب آخر..
هذا الالتزام الصريح والعلني يجب ن يكون مطلبا وطنيا قبل أي حديث عن الانتخابات.. ولنتذكر في هذا المجال دور المؤسسة العسكرية في تركيا، وكيف كان يجلب كثيرا من المتاعب للشعب التركي حين أعطى ثقته من خلال التصويت للعدالة والتنمية.. وقد أجبرت المؤسسة العسكرية على التصريح مرة تلو الأخرى لإثبات حسن نواياها والتزامها باحترام خيارات الشعب التركي..
وأوجه النداء لجميع من يخوّفون الناس من حركة النهضة على النوايا: أليس من الأولى محاسبة مؤسسة الجيش على النوايا؟
ما هو الأخطر: نوايا حزب سياسي لا يمكنه إلا الالتزام بالإطار السياسي الديموقراطي المتفق عليه؟ أم نوايا مؤسسة تملك القدرة على إيقاف أي مسار ديموقراطي بقوة الحديد والنار؟
أقول: أي نوايا مريبة من حزب سياسي يعمل في الإطار الديموقراطي المتفق عليه، والذي يحتكم لإرادة الشعب، يمكن إدراتها والتعامل معها..
ولكن أي نوايا مريبة من مؤسسة عسكرية (أكرر من مؤسسة عسكرية) لا يمكن لأحد أن يقدّر إمكانية احتكامها لإرادة الشعب.
لذلك أعتقد أن من الضروري مطالبة رشيد عمار بتصريح تلفزيوني يبدد فيها الشكوك ويعلن فيها التزامه الشخصي والتزام المؤسسة العسكرية باحترام إرادة الشعب أيا كان الحزب الذي سيفوز في الانتخابات القادمة
آن الأوان لفرض هيبة الشعب، وهيمنة سلطته على إرادة الأفراد وإرادة الأحزاب وإرادة المؤسسة العسكرية. يجب أن يعلم الجميع أنهم في خدمة الشعب، ولا أحد منهم يمكنه فرض وصايته على الشعب.
والجزء الرابع في هذا الرابط:
http://www.facebook.com/video/video.php?v=1836705610965