هناك تساؤلات كثيرة يطرحها الشباب على أنفسهم حين تصيبهم الحيرة والصعوبات لمعرفة قيمة الكتاب أو البحث أو المقال في الموضوع الذي يتطرق إليه، خصوصا حين يبحث أو يعثر على آراء تعرضت لهذا الكتاب أو البحث أو المقال بنقد أو بعرض، خصوصا إذا كانت هذه الآراء لأشخاص غير متخصصين.
وفي ما يلي بعض هذه التساؤلات. وسيساعدنا طرحها هنا في محاولة العثور عن أجوبة لها، أو على الأقل في فهم الأسباب التي تؤدي إلى هذه الوضعية التي يمر بها الشباب في مطالعاتهم.
1- ما الذي يعطي قيمة علمية للكتاب أو المقال؟ هل هو اسم كاتبه؟ أم المدرسة العقائدية التي ينتمي إليها ؟ أم جدة الأفكار أو منهجية الطرح ؟ أم ماذا؟
2- هل يفيد النظر إلى محتوى الكتاب بدون اعتبار اسم الكاتب، أو انتمائه الفقهي أو العقائدي حتى نبتعد عن إطلاق حكم تعميمي؟
3- هل يمكننا تعداد كل العوامل التي يتوجب الاهتمام بها عند الحكم على قيمة الكتاب؟ وكيف نرتب أهمية هذه العوامل في ما بينها حتى لا نسقط في تضخيم عامل على حساب آخر ؟
4- كيف نميز بين كتاب عادي لم يأت بجديد؟ وكتاب بالغ الأهمية؟
5- هل تعطي الدرجة العلمية للكاتب قيمة مضافة لعمله مقارنة بغيره ممن هم أقل درجة علمية منه؟ وهل لكثرة كتبه وبحوثه العلمية ومشاركاته في المؤتمرات قيمة مضافة؟
6- لماذا يعتبر بعض الشباب كتابات ابن تيمية أفضل الكتب العلمية وأهم منبع لعلوم الدين ؟ في حين يتبرم البعض الآخر منها؟
7- ولماذا يعتبر البعض د. يوسف القرضاوي من أفضل من كتب في الدراسات الإسلامية المنهجية؟ في حن يحذر آخرون من القراءة له؟ وقل مثل ذلك عن الألباني، والغزاليين، وسيد قطب، وغيرهم؟
8- لماذا يعبر البعض عن إعجابهم بمحمد حسان والحويني وغيرهم من رموز المدرسة السلفية البارزة على الفضائيات ؟ في حين يميل شباب آخرون لخطاب عمرو خالد وبعض الدعاة الجدد ؟
9- لماذا يبحث البعض عن كل ما كتبه أحد الكتاب أو العلماء أو الدعاة الذين تأثر بهم، فلا يرى مَثَلا له في ما كتب.. حتى أنه لا يرى لأي علم أن يقوم سوى بما كتبه هذا العالم، وإن كان بعض كلمات أو أفكار لا يصلح أن تساق دليلا على مساهمته في بناء هذا العلم؟ في حين يرى آخرون أن هذا الكاتب عادي، وليس لما يكتبه قيمة كبيرة كما يتصورها الآخرون؟
10- هل القدرة على التمييز بين الكتاب الجيد المتميز والكتاب العادي أمر يعود إلى موهبة فطرية في القراءة والتفكير، أم هي مكتسبة من خلال الدربة؟ فإن كانت مكتسبة فما هي العوامل المساعدة على اكتساب هذه الملكة؟
11- في علوم الحديث، يكثر الحديث في علم العلل تشبيه النقاد القادرين على التمييز بين صحيح الحديث وسقيمه، ومعوجه، ومستقيمه، بالصيرفي البصير بصناعته الذي يستطيع التمييز بين الجياد والزيوف والدنانير والفلوس. وعند الحديث عن المحدثين الكبار كالبخاري وغيره، تذكر كتب التراجم حفظهم لعشرات أو مئات الآلاف من الأحاديث، رغم اكتفائهم بتصحيح بضعة آلاف.
كما تذكر كتب الأدب، أن الأديب والشاعر لا يكتسبان ملكة الكتابة أو الشعر إلا بكثرة المطالعة والحفظ مع تنويعهما.
فمن أين تولدت ظاهرة التحذير من المطالعة وتنويعها، والاكتفاء بما يزكيه الشيخ أو الأستاذ؟ وهل هذه الظاهرة تساعد في تكوين قراء لديهم ملكة التمييز بين الغث والسمين؟
12- هل القيمة العلمية للكتاب أو للبحث الإسلامي تختلف باختلاف المستوى العلمي للقارئ؟
13- كيف نميز بين أسلوب علمي متجه لتبسيط المفاهيم للعامة، وأسلوب علمي متجه إلى من لهم إلمام متوسط، وأسلوب علمي متجه إلى المتخصصين، وأسلوب رابع غير علمي؟
14- هل يمكن الحكم على زلات الأفكار بدون التنقيص من القيمة العلمية للكاتب؟
تذكرت هذا الأمر عند قراءتي لمقال ذكر صاحبه ضرورة التمييز بين بعض الزلات التي لا تحمل معنى، والزلات الزاخرة بالمعاني.
فكيف ينمي القارئ قدراته على التمييز بين هذين النوعين من الزلات؟
15- ما تأثير عدم وجود أفكار إبداعية في الكتاب على جودته ؟ وكيف نتأكد من أن كتابا ما ذو محتوى إبداعي أم لا؟
Aucun commentaire:
Publier un commentaire