ثقافة التحذير تشكل أول خطوة من خطوات التكفير.. والمسافة بين التحذير والتكفير مسافة قصيرة، لا يحسن غالبية الشباب تمييز حدودها، فتراهم يقفون على أرض التكفير ظنا منهم أنهم يقفون على أرض التحذير..
وبعض الشباب يسقط في التكفير العملي والمستتر للآخرين، مع حرصه على عدم استعمال مصطلحات التكفير في نقد الآخرين.. فتراه يلتزم التحذير من شخص او داعية أو عالم أو فئة أو طائفة، ولسان حاله يخرجهم من دائرة الإسلام.. وهذا من المغالطات التي يرتكبها هؤلاء الشباب في حق انفسهم وفي حق من يقرأ لهم...
والتحذير السليم الداخل في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو ذاك الذي يكتفي ببيان خطأ الفكرة أو الموقف أو الممارسة بعينها دون أن ينتقل إلى صاحبها..
أما حين ينتقل ليصبح تحذيرا من صاحب الفكرة أو الموقف أو الممارسة، وتعميم اتهامه على اساس خطئه في ذلك الأمر، فذلك الذي يدخل الإنسان في دائرة التكفير المستتر.
والتكفير المستتر أخطر من التكفير الصريح.. لأنه تشويه وقدح لمن لا يحق شرعًا تشويهُه أو القدح فيه.
Aucun commentaire:
Publier un commentaire