2010/11/11

كرة القدم: ديانة عصرية لها آلهتها مقدساتها وطقوسها

تعرض بعض العلماء والفقهاء لظاهرة التجييش الإعلامي الذي صاحب مباراة مصر والجزائر، وحذر بعضهم من أن تصبح كرة القدم وثنا يعبد.

وقد غاب عن هؤلاء أن (كرة القدم) أصبحت فعلا دينا من الأديان، التي يتوجب دراستها بجدية على المستوى النفسي والسوسيولوجي..

نعم: كرة القدم أصبحت دينا.. وقد نشرت بعض الكتب والدراسات النفسية والاجتماعية حول الموضوع. وهي ترى أن كرة القدم تمثل (ديانة علمانية) حديثة، بمعنى أنها ديانة يفصل أتباعها تماما بين مقدساتهم وطقوسهم وبين الدولة..

وهذا حاصل في البرازيل، وبعض دول أمريكا اللاتينية، بشكل واسع جدا، وهو أيضا موجود في بعض الدول العربية والإفريقية بشكل أقل..

وقد قرأت منذ مدة عرضا لكتاب صدر بالفرنسية لأحد علماء الاجتماع يدرس هذا الدين الجديد ويعرض مقدساته وطقوسه، وحلاله وحرامه، وصلاته وزكاته، وتعميده، إلخ.

وهو يصف هذا الدين بأنه وثني، متعدد الآلهة.. ويستدل على ذلك بأن بعض اللاعبين يصبحون آلهة، وأن تلقيب فلان أو فلان بهذا اللقب أصبح أمرا متفشيا لدى الجماهير.. ولا حرج في هذا الدين من أن يستهين أحدهم بآلهته بعد فترة من التقديس والعبادة، حين يرى أن إلهه لم يعد يفي بالغرض..

وقد ذكرني هذا الكلام بالآلهة المصنوعة من الحلوى، والتي كان يعبدها بعض أهل الجاهلية في الجزيرة العربية. وذكرني ايضا بتعدد الآلهة في المجتمع الهندوسي في الهند.

ولذلك أقول: من الضروري دراسة هذه ظاهرة التعصب الكروي على أساس أنها ظاهرة دينية جديدة، يمكن أن يطبق في دراستها جميع أدوات تحليل الظواهر الدينية.

Aucun commentaire:

Publier un commentaire