بعض الشباب يتهمون مجلس "حماية الثورة" ويصفونه بمجلس "سراق الثورة".. وبدأت أصواتهم تتعالى بمظلومية محمد الغنوشي ويستدلون على تجمع 8 آلاف تونسي أمام منزله للتعبير عن تأييدهم وتضامنهم معه.. وهؤلاء يغالطون أنفسهم ويغالطون للآخرين، لسببين:
الأول: أن من حضر أمام منزل الغنوشي هو جزء من الشعب، ولا أحد يشكك في ذلك.. ومن حقهم التعبير عن وجهة نظرهم.. ولكنهم لا يمثلون الرأي العام الشعبي الذي خرج بعشرات الآلاف، وفي بعض الأحيان بمئات الآلاف للمطالبة بإسقاط الحكومة الانتقالية..وثِقوا أنه لو تحلى أنصار الرئيس المخلوع أو التجمع الديكتاتوري بالجرأة والشجاعة للخروج الآن في مظاهرة لكان عددهم غير قليل.. ولكن هذا كله لا يعطيهم الحق في أن يزعموا أنهم يعبرون عن إرادة شعبية
يجب أن نفهم أن لا أحد يدّعي، ولا أحد من حقه أن يدّعي أن من خرج من الطلبة والشباب والكبار يرون في أنفسهم ممثلين لكل الشعب بلا استثناء.. ولكنهم بالفعل يمثلون إرادة الشعب، بمعنى غالبية الشعب. وإلا فالجميع يقر بوجود أربعة شرائح شعبية حاليا:
- جزء يمثل غالبية الشعب، وهم مع استكمال الثورة، ويمثلهم أعداد كبيرة من الشباب وغالبية الأحزاب والهيئات الحقوقية والممثلة للمجتمع المدني
- وجزء مع سياسة الخطوة خطوة، وبعضهم هو موجود حاليا في الحكومة
- وجزء معاد للثورة
- وجزء متفرج أو حائر أو متردد
الثاني: القضية ليست قضية شخص الغنوشي.. بل هي مسألة مبدئية تقوم على رفض فرض حكومة انتقالية بدون استشارة جميع أطراف ومكونات المجتمع المدني..
ولكن مع هذا: محمد الغنوشي عنوان لمرحلة بن علي، حيث حكم معه لمدة 12 سنة، وكان ذراعه اليمنى الاقتصادية والعملية، وحديثه عن عدم علمه بحجم الفساد قول مردود عليه. وكذلك تخويفه بما يحاك الآن في الكواليس ضد الثورة أيضا إنما هو لإستدرار عطف الجماهير وإظهار نفسه بمظهر المظلوم. وقد نجح في ذلك مع عدد من الجماهير، وهذا أمر متوقع وطبيعي.. ولكنه لن يستطيع من مغالطة عدد كبير من الناس..
ذاكرة الشعب ليست قصيرة، ولن ننسى خطابات محمد الغنوشي قبيل الثورة.. ولن نقبل بوجود أشخاص تورطوا في فساد الحقبة الماضية..
استقالة محمد الغنوشي كانت مطلبا شعبيا وتم تحقيقه.. ويجب الآن استكمال المطالب الأخرى، حتى لا يلتف على الثورة اللصوص الحقيقيون.
Aucun commentaire:
Publier un commentaire